فصل: سنة ثلاث عشرة وست مائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.سنة إحدى عشرة وست مائة:

فيها توفي أبو محمد بن الأخضر الحافظ المتقن مسند العراق عبد العزيز بن محمود بن المبارك الجنابذي ثم البغدادي.
سمع سنة ثلاثين وخمس مائة وبعدها من قاضي المرستان وإسماعيل بن السمرقندي فمن بعدهما.
وحصل الأصول الكثيرة وجمع وخرج مع الثقة والجلالة.
توفي في شوال.
وعلي بن المفضل بن علي الإمام الحافظ المفتي شرف الدين أبو الحسن اللخمي المقدسي ثم الإسكندراني الفقيه المالكي.
ولد سنة أربع وأربعين وتفقه على أبي طالب صالح ابن بنت معافى وأبي طاهر بن عوف وأكثر إلى الغاية عن السلفي والموجودين وسكن في أواخر عمره بمصر ودرس بالصاحبية وصنف التصانيف توفي في غرة شعبان.
وأبو بكر محمد بن معالي بن غنيمة البغدادي المأموني ابن الحلاوي شيخ الحنابلة في زمانه ببغداد.
وكان علامة صالحًا ورعًا كبير القر.
عاش ثمانين سنة.
وحدث عن أبي الفتح الكروخي وابن ناصر.
وتوفي في رمضان.
وعليه تفقه الشيخ المجد جد شيخنا ابن تيمية.

.سنة اثنتي عشرة وست مائة:

612- فيها ثارت الكرج وبدعوا بأذربيجان، وقتلوا وسبوا وأسروا نحو المئة ألف وفيها سار الملك المسعود أقسيس ابن السلطان الملك الكامل من الديار المصرية عندما بلغه موت صاحب اليمن سيف الإسلام فاستولى على إقليم اليمن بلا حرب.
وفيها استولى خوارزم شاه علاء الدين على غزنة وهرب ملكها ألذر إلى بهاور.
ثم جمع وحشد والتقى صاحب دهلة شمس الدين الدزمش فقتل الدز.
وفيها انهزم منكلي الذي غلب على همذان والري وإصبهان ثم قتل.
وفيها توفي ابن الدبيقي أبو العباس أحمد بن بحيى بن بركة البزاز ببغداد وله بضع وستون سنة.
روى عن قاضي المرستان وابن زريق القزاز وجماعة.
وهو ضعيف ألحق اسمه في أماكن.
توفي في ربيع الآخر.
ضعفه غير واحد.
وسليمان بن محمد بن علي الموصلي الفقيه أبو الفضل الصوفي.
ولد سنة ثمان وعشرين وسمع من إسماعيل بن السمرقندي ويحيى بن الطراح وطائفة.
توفي في ربيع الأول.
وأبو محمد بن حوط الله الحافظ عبد الله بن سليمان بن داود الأنصاري الأندلسي ولد سنة تسع وأربعين وخمس مائة وسمع من أبي الحسن بن هذيل وأبي القاسم بن حبيش وأبي بكر بن الجد وخلق كثير.
وكان موصوفًا بالإتقان حافظًا لأسماء الرجال.
صنف كتابًا في تسمية شيوخ البخارى ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ولم يتمه.
وكان إمامًا في العربية والترسل والشعر.
ولي قضاء أشبيلية وقرطبة.
وأدب أولاد المنصور صاحب المغرب بمراكش.
توفي في ربيع الأول.
وعبد الله بن أبي بكر بن أحمد بن طليب أبو علي الحربي.
روى عن عبد الله بن أحمد بن يوسف.
توفي في ذي الحجة.
وابن منينا أبو محمد عبد العزيز بن مصال بن غنيمة البغدادي الأشناني آخر من حدث بالعراق عن قاضي المرستان.
وسمع من جماعة.
توفي في ذي الحجة عن سبع وثمانين سنة.
والحافظ عبد القادر الرهاوي أبو محمد الحنبلي.
كان مملوكًا لبعض أهل الموصل فأعتقه.
وحبب إليه فن الحديث فسمع الكثير وصنف وجمع وله الأربعون المتباينة الإسناد والبلاد.
وهو أمر ما سبقه إليه أحد ولا يرجوه بعده محدث لخراب البلاد.
سمع بإصبهان من مسعود الثقفي وطبقته وبهمذان من أبي العلاء الحافظ وأبي مهراة زرعة والمقدسي بن عبد الجليل بن أبي سعد آخر أصحاب بيبي الهرثمية وبمرو ونيسابور وسجستان وبغداد ودمشق ومصر.
قال ابن خليل: كان حافظًا ثبتًا كثير التصنيف ختم به الحديث.
وقال أبو شامة: كان صالحًا مهيبًا زاهدًا خشن العيش ورعًا ناسكًا.
قلت: توفي في جمادى الأولى وله ست وسبعون سنة.
وأبو الحسن بن الصبوغ القدوة العارف علي بن حميد الصعيدي كان صاحب أحوال ومقامات.
وأبو عبد الله بن البناء الشيخ نور الدين محمد بن أبي المعالي عبد الله بن موهوب بن جامع البغدادي الصوفي.
صحب الشيخ أبا النجيب السهروردي وسمع من ابن ناصر وابن الزاغوني وطائفة.
وكتب سماعاته.
حدث بالعراق والحجاز ومصر والشام.
واستقر بالسميساطية إلى أن توفي في ذي القعدة عن ست وسبعين سنة.
وابن الجلالجلي كمال الدين أبو الفتوح محمد بن علي المبارك البغدادي التاجر الكبير.
سمع من هبة الله بن شريك الحاسب وغيره.
وتوفي ببيت المقدس في رمضان.
والوجيه بن الدهان أبو بكر المبارك بن المبارك بن أبي الأزهر الواسطي الضرير النحوي.
ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمس مائة وسمع ببغداد من أبي زرعة ولزم الكمال عبد الرحمان الأنباري مدة وأبا محمد بن الخشاب وبرع في العربية ودرس النحو بالنظامية وكان حنبليًا فتحول حنفيًا.
وقيل تحول أيضًا شافعيًا.
وفيه أبيات سائرة.
توفي في شعبان ببغداد.
وموسى بن سعيد أبو القاسم الهاشمي البغدادي بن الصيقل.
سمع من إسماعيل ابن السمر قندي وأبي الفضل الأرموي.
وكان صدرًا معظمًا.
ولي حجابة باب النوبى ثم نقابة الكوفة.
توفي في جمادى الأولى.
ويحيى بن ياقوت البغدادي الفراش المجاور بمكة.
روى عن إسماعيل ابن السمرقندي وعبد الجبار بن توبة وجماعة توفي في جمادى الآخرة.

.سنة ثلاث عشرة وست مائة:

قال ابن الأثير: فيها قد وقع بالبصرة برد قيل إن أصغره كالنارنجة الكبيرة وأكبره ما يستحى الإنسان أن يذكره.
قلت: أرض العراق قد وقع فيها مثل هذا البرد مرات عديدة ذكرته في أماكنه من تاريخي الكبير.
وفيها توفي العلامة تاج الدين الكندي أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن البغدادي المقرئ النحوي اللغوي شيخ القراء والنجاة بالشام ومسند العصر.
ولد سنة عشرين وخمس مائة وأكمل القراءات العشرة.
وله عشرة أعوام.
وهذا مالا أعلمه تهيأ لأحد سواه.
اعتنى به سبط الخياط فأقرأه.
وحرص عليه وجهزه إلى أبي القاسم هبة الله ابن الطير فقرأ عليه بست روايات وإلى أبي منصور بن خيرون وأبي بكر خطيب المحول وأبي الفضل بن المهتدي بالله فقرأ عليهم بالروايات الكثيرة وسمع من ابن الطبر وقاضي المرستان وأبي منصور القزاز وخلق.
وأتقن العربية على جماعة وقال الشعر الجيد ونال الجاه والوافر.
فإن الملك المعظم كان مديمًا للاشتغال عليه.
وكان ينزل إليه من القلعة.
توفي في سادس شوال ونزل الناس بموته درجة في القراءات وفي الحديث لأنه آخر من سمع من القاضي أبي بكر والقاضي آخر من سمع من بي محمد الجوهري والجوهري آخر من روى عن القطيعي والقطيعي آخر من روى عن الكريمي وجماعة.
وعبد الرحمان بن علي الزهري الإشبيلي أبو محمد مسند الأندلس في زمانه.
روى صحيح البخاري سماعًا عن أبي الحسن شريح وعاش بعد ما سمعه ثمانين سنة.
وهذا شيء لاأعلمه وقع لأحد بالأندلس.
توفي في آخر العام.
والملك الظاهر غازي صاحب حلب ولد السلطان صلاح الدين يوسف ابن أيوب.
ولد بمصر سنة ثمان وستين وخمس مائة.
وحدث عن عبد الله بن بري وجماعة.
وكان بديع الحسن كامل الملاحة ذا غور ودهاء ورأي ومصادقة لملوك النواحي.
فيوهمهم أنه لولا هو لقصدهم عمه العادل ويوهم عمه لولا هو لاتفق عليه الملوك وشاقوه.
وكان سمحًا جوادًا.
تزوج بابنتي عمه.
توفي في العشرين من جمادى الآخرة بالإسهال.
وتسلطن بعده الملك العزيز وله ثلاثة أعوام.
وكاسر الملك العادل لأجل بنتيه أم الطفل.
والجاجرمي مؤلف الكفاية في الفقه الإمام معين الدين أبو حامد محمد ابن إبراهيم السهلي الشافعي.
وله طريقة في الخلاف.
وجاجرم بليدة بين نيسابور وجرجان جاء منها إلى نيسابور ودرس بها ومات كهلًا في رجب.
والعزيز محمد ابن الحافظ تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الحافظ أبو الفتح.
ولد سنة ست وستين وخمس ورحل إلى بغداد وهو مراهق.
فسمع من ابن شاتيل وطبقته وسمع بدمشق من أبي الفهم عبد الرحمان بن أبي العجائز وطائفة.
وكتب الكثير.
وعني بالحديث ورحل إلى إصبهان وغيرها.
وكان موصوفًا بحسن القراءة وجودة الحفظ والفهم.
قال الضياء: كان حافظًا فقيهًا ذا فنون وصفة بالمروءة التامة والديانة المتيتة.
توفي في تاسع عشر شوال.

.سنة أربع عشرة وست مائة:

فيها سار خوارزم شاه في أربع مائة ألف راكب إلى أن وصل همذان قاصدًا بغداد ليتملكها ويحكم على الناصر لدين الله.
فاستعد له الناصر وفرق الأموال والسلاح وراسله مع السهروردي فلم يلتفت عليه فحكى قال: دخلت إليه في خيمة عظيمة لم أر مثل دهليزها وهو من أطلس والأطناب حرير وفي الخدمة ملوك العجم وما وراء النهر.
وهو شاب له شعرات قاعد على تخت وعليه قباء يساوي خمسة دراهم.
وعلى رأسه قلنسوة جلد تساوي درهمًا.
فسلمت فما رد ولا أمرني بالجلوس.
فخطبت وذكرت فضل بني العباس وأطنبت في وصف الخليفة.
والترجمان يخبره.
فقال: قل له: هذا الذي تصفه ماهو في بغداد بل أنا أجيء وأقيم خليفة هكذا.
ثم ردنا بلا جواب.
واتفق ان نزل همذان ثلج عظيم أهلك خيلهم.
وركب هو يومًا فعثر به فرسه فتطير وقلت الأقوات على جيوشه.
ولطف الله فردوا.
وفيها تخربت الفرنج على الملك العادل ونزلوا على عين جالوت وهوببيسان فأحرقها.
وتقهقر إلى عجلون ثم إلى الفوار.
فقطعت الفرنج الشريعة وتبعته وبيتوا اليزك وعاثوا في البلاد وتهيأ أهل دمشق للحصار واستحث العادل ملوك النواحي على النجدة وتأخر إلى مرج الصفر.
فرحعت الفرنج بالسبي والغنائم إلى نحو عكا وكانوا خمسة عشر ألفًا عليهم الهنكر وفيها توفي أبو الخطاب بن واجب أحمد بن محمد بن عمر القيسي البلنسي الإمام.
ولد سنة سبع وثلاثين وأكثر عن جده أبي حفص بن واجب وابن هذيل وابن قزمان صاحب ابن الطلاع وطائفة وأجاز له أبو بكر ابن العربي.
قال ابن الأبار: هو حامل راية الرواية بشرق الأندلس وكان متفننًا ضابطًا نحويًا عالي الإسناد ورعًا قانتًا.
له عناية كاملة بصناعة الحديث.
ولي القضاء ببلنسية وشاطبة غير مرة.
ومعظم روايتي عنه.
توفي في رجب.
والشيخ العماد أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي أخو الحافظ عبد الغني.
ولد بجماعيل سنة ثلاث وأربعين وجاهر سنة إحدى وخمسين وخمس مائة مع أقاربه.
وسمع من عبد الواحد بن هلال وجماعة.
وببغداد من شهدة وصالح ابن الرحلة وبالموصل من خطيبها وحفظ الخرقي والغريب للعزيزي.
وألقى الدروس وناظر واشتغل.
وقد قرأ القراءات على أبي الحسن البطائحي.
وكان متصديًا لقراءة القرآن والفقه ورعًا تقيًا متواضعًا سمحًا مفضالًا صوامًا قوامًا صاحب أحوال وكرامات موصوفًا بطول الصلاة.
قال الشيخ الموفق: مافارقته إلا أن يسافر فما عرفت أنه عصي الله معصية.
توفي الشيخ العماد رضي الله عنه فجأة في سابع عشر ذي القعدة.
وعبد الله بن عبد الجبار العثماني أبو محمد الاسكندراني التاجر الكارمي المحدث.
سمع من السلفي فأكثر وتوفي في ذي الحجة عن سبعين سنة.
وابن الحرستاني قاضي القضاة جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الخزرجي الربعي الشافعي ولد سنة عشرين وخمس مائة وسمع سنة خمس وعشرين من عبد الكريم بن حمزة وجمال الإسلام وطاهر بن سهل الأسفراييني والكبار.
وحدث وأفتى وبرع في المذهب وانتهى إليه علو الإسناد.
وكان صالحًا عابدًا من قضاة العدل.
توفي في رابع ذي الحجة وله خمس وتسعون سنة.
وعلي بن محمدبن علي الموصلي أبو الحسن أخو سليمان.
سمع من الحسين سبط الخياط وأبي البدر الكرخي وجماعة.
توفي في جمادى الآخرة.
وابن جبير الكناني الإمام الرئيس أبو الحسين محم بن جبير البلنسي نزيل شاطبة.
ولد سنة أربعين وخمس مائة وسمع من أبيه وعلي بن أبي العيش المقرئ وأجاز له أبو الوليد بن الدباغ وحج وحدث في طريقه.
قال الأبار: عني بالآداب فبلغ فيها الغاية وتقدم في صناعة النظم والنثر ونال بذلك دنيا عريضة.
ثم زهد ورحل مرتين إلى الشرق وفي الثالثة توفي بالاسكندرية في شعبان.
وأبو عبد الله بن سعادة الشاطبي المعمر محمد بن عبد العزيز بن سعادة.
أخذ قراءة نافع عن أبي عبد الله بن غلام الفرس والقراءات عن ابن هذيل وأبي بكر محمد بن أحمد بن عمران وسمع من ابن النعمة وابن عاشر وأبي عبيد الله محمد بن يوسف بن سعادة.
أكثر عنه ابن الأبار.
وكان مولده سنة ست عشرة وخمس مائة أو قبل ذلك.
وتوفي يشاطبة في شوال وكان مجودًا للقراءات.